د / داوود الحدابي
الإنسان لابد أن يستشعر أنه جزء من الكون كله، ولهذا بدأت بالآية الكونية الضحى والليل .
2) آيتي الضحي والليل تشحذ العقول للتفكير وتستشعر النعم للإنسان في الحياة وسعادته وطمأنينته ورضاه .
3) ما ودعك ربك وما قلى : الشعور بود الله وقربه ومعيته، تجعل الانسان يستشعر علاقة الحب المتبادل بينه وبين خالقه، مما يبعث السعادة والطمأنينة والرضا والحياة السعيدة والإيجابية في حياته .
4) وللآخرة خير لك من الأولى : من الإيجابية ربط الحياة الدنيا بالآخرة ، وأن الأفضلية في الترابط العضوي بين الحياتية ، وأن الأصل في الحياة هو الرجوع للآخرة . إن الإيمان بالآخرة يعزز إيجابية الفرد ودوره في الحياة الدنيا ، فلا يتعلق مما يدور في الدنيا لأنه يتطلع لحياة أفضل .
5) ولسوف يعطيك ربك فترضى : الرضا أعلى المقامات وأقصى ما يتمناه الفرد في حياته .. إن رضا الله عنك يجعلك متحفزاً لطاعته تواقاً للقائه .. ومهما قدمت للأسرة والمجتمع . بعطاء الله أكثر فلا تبخل بعطائك في الدنيا ورعايتك للآخرين لأن عطاء الله كبير .
6) من إيجابيتك أن تشعر بنعمة الإيواء لأولادك، فهذه إيجابية نحو الأسرة فيكون الحب والتآلف والرحمة والتعاطف والرعاية بين أفراد الأسرة مثالاً للإيجابية في الأسرة .
7) ألم يجدك يتيماً فآوى : الإيواء الرعاية النفسية والاجتماعية والعاطفية وتدبر السكن والأمن الغذائي والنفسي والرعاية الكاملة .
8) ووجدك ضالا فهدى : فدورك أيضاً هداية لأولادك وأسرتك ومجتمعك ، إن مما يقربك من رضائه هو هدايتك لنفسك ومن حولك من الأسرة والجيران في السكن والعمل والمجتمع للإنسانية بشكل عام.
9) ووجدك عائلاً فأغنى : حركتك الدائمة في طلب الرزق يمثل إيجابية كبيرة في حياتك . هي مسؤولية نحو نفسك وأسرتك ومجتمعك . لتكون شخصية بناءة .
10) فأما اليتيم فلا تقهر : إيجابية في إدارة نفسك ومشاعرك وأقوالك وأفعالك نحو الآخرين لاسيما المجتمعات والفئات الضعيفة التي تتأثر من الاتجاهات والأفعال السلبية .
11) وأما السائل فلا تنهر : موقف يجعل الانسان فعلاً إيجابياً ليس فقط نحو الفئات الضعيفة والمحرومة بل المحتاجة بشكل عام .. تجنب القهر القولي والمشاعري والسلوكي مستوى عالي من الإيجابية نحو الآخرين .
الحديث الإيجابي حول نعمة الإيمان ونعمة الحياة ونعمة الصحة والرزق كلها أمور إيجابية " وأما بنعمة ربك فحدث " .
عليك أن تكون :
. إيجابياً في نظرتك للكون وأنك جزء منه .
– فكر بشكل ايجابي وبناء.
– الشعور بمعية الله وحب الله لك وحرصك على رضاه .
-التطلع للآخر وكرم الله لك يوم القيامة يدفعك أن لا تحزن ولا تتعلق على هذه الحياة فالتطلع والطموح والتفاؤل لعمل الآخرة أمر يميز الشخص الإيجابي .
. العمل على تأسيس أسرة متحابة متفاهمة متعاطفة، تشعر بالأمن والقرب من بعضها .
. من الإيجابية التأثير في الآخرين ، سواء الأسرة أو المؤسسة أو المجتمع وهي الهداية بجميع صورها الدينية والدنيوية وربطها بالخالق .
. كما أن الإيجابية أن تؤهل نفسك ويكون لك مشروعاً، يدر عليك بالمال لتستعين به في العيش أنت وأسرتك وأرحامك والمجتمع بشكل عام .
. من الإيجابية إدارة المشاعر والأفكار والسلوك، أثناء تفاعلك مع الآخرين لاسيما الفئات المحرومة وذوي الاحتياج في المجتمع .
. الحديث القولي والفعلي من الإيجابيات الإيمانية والحياتية سمة من سمات الإيجابية .
الإيجابية في ضوء سورة الضحى :
. الإنسان والكون في انسجام لأنهما مخلوقات لخالق واحد .
. النظر في آيات الله الكونية تعزيز إيجابية الفرد ودوره في الحياة .
. حب الله والحرص على رضاه والتطلع لجزاء الآخرة من صور للإيجابية لا ينضب .
. تكوين أسرة متحابة ومتعاطفة ومتفاهمة تمثل دور الفرد الإيجابي .
. هداية الآخرين في أمور الدنيا والآخرة سمة من سمات الإيجابية .
. التأهيل والاستعداد لطلب الرزق وتكوين مشروع خاص بك إيجابية أخرى .
. وقاية النفس والآخرين من الآثار السلبية لمشاعرك وأفكارك وأقوالك وأفعالك تمثل سمة الضبط الذاتي لعدم الإساءة للآخرين .
. وأخيراً البعد الإيجابي الفكري والمشاعري والقولي والفعلي للفرد نحو الآخرين وإسعادهم بعد إيجابي للفرد .
إيجابية الفرد في الحياة في ضوء سورة الضحى:
. علاقة الانسجام بين الانسان والكون.
. التفكير الإيجابي في مخلوقات الله وأثرها على الإنسان .
. حب الله والحياة في معيته والحرص على رضاه والتطلع لما عنده .
. تكوين أسرة مستقرة وآمنة .
. حب الخير للآخرين وهدايتهم إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة .
. التأهيل لطلب الرزق وتوفير الرزق الحلال .
. حماية الآخرين من سوء الأفكار والمشاعر والأقوال والأفعال لا سيما الفئات المحتاجة والمحرومة.
. المبادرة في تقديم الخير لكل الناس فكراً ومشاعراً وأقوالاً وأفعالاً سمة من سمات الإيجابية .
سمات إيجابية للفرد في ضوء سورة الضحى :
1. الانسجام والاتساق والتعامل مع الانسان والكون والحياة في ضوء وحدة الخلق والخالق .
2. حب الله وحب مخلوقاته .
3. التطلع إلى رضا الله وما عنده .
4. حب خدمة الآخرين وفي مقدمتهم الأسرة والفئات المحتاجة في المجتمع .
5. المسؤولية والاعتماد على الذات لا سيما في التعلم والتأهيل وطلب الرزق .6. الخدمة للمجتمع تشمل جلب المصالح ودرء المفاسد في ضوء منهجية الإسلام .
• دور الإنسان الإيجابي :
الفرد:
– في تكوين عقله وتشكيل قلبه وخُلُقُه نحو الانسان والكون والحياة .
– التعلم والتأهيل المستمر والقيام بمهنة .
الأسرة : تكوين أسرة مستقرة وسعيدة وآمنة .
المجتمع : حب وخدمة المجتمع وفئاته المحتاجة فيما يجنبهم المفاسد ويجلب لهم المصالح في الدنيا والآخرة
7. بعد الاطار الفكري الناظم لجميع المحاور ( سورة الضحى – الوحي – الإسلام ).
الأبعاد و السمات الإيجابية للفرد ومحاورها :
1. بعد إيماني وعقدي .
2. بعد وجداني .
3. بعد سلوكي خدمي .
4. بعد التعلم والتمهين .
5. بعد اقتصادي .
6. بعد أسري واجتماعي .
ملخص عن الأفكار الرئيسية لإيجابية الفرد :
. اتجاهات الفرد ونظراته للحياة والكون .
-تامل العقل وتدبره في المخلوقات ،الذي يبث فيه حب كل شيء والتفاعل الإيجابي مع البيئة والمخلوقات .
. حب الله والتطلع لما عنده والحرص على رضاه .
. تكوين أسرة مستقرة .
. هداية الآخرين إلى ما ينفعهم وحبه لخدمتهم .
. التعلم والتأهيل والبحث عن مصدر للرزق .
. فعل الخير وخدمة الآخرين وتجنب الإساءة إليهم مشاعراً وقولاً وفعلاً .
مختصر الملخص :
1. قناعات واتجاهات وتفكير إيجابي ( نحو الإنسان والكون والحياة) .
2. حب الله وحب مخلوقاته ( إنسان ، حيوان ، بيئة ، كون) .
3. تكوين أسرة مستقرة وسعيدة .
4. التعلم والتأهيل وطلب الرزق والتطوير المهني بشكل مستمر .
5. درء المفاسد عن الناس وجلب المصالح لا سيما الفئات المحتاجة .
خلاصة :
1. التعلم والتأهيل والقيام بمهنة تنفع الفرد والأسرة والمجتمع .
2. العقل والقلب : التفكير في ضوء الإيمان بالله والتطلع لما عنده والحب الإيجابي ( إنسان، كون، حياة) في ضوء الإيمان بالله والتطلع لما عنده .
ثانياً : الأسرة : سعادة واستقرار .
ثالثاً : المجتمع : حب وخدمة المجتمع لاسيما الفئات المحتاجة من خلال التفاعل الإيجابي وخدمتهم ورعايتهم وتجنيبهم المفاسد وجلب المصالح الدنيوية والأخروية.